اليمين الإسباني يتخوف من تطور العلاقات المغربية ـ البريطانية

ربط المغرب بجبل طارق يرعب اليمين الإسباني

أوردت صحيفة “الإسبانيول ” اليمينية مقالا الإثنين الماضي بعنوان :” توحيد المغرب مع جبل طارق عبر نفق أرضي تحت المضيق قرار من شأنه إلحاق الضرر بإسبانيا ” تتحدث فيه عن تخوفها وهواجسها ـ والتي هي هواجس يمينية ويمينية متطرفة ـ من تطورالعلاقة المغربية ـ البريطانية التي تشهد تقدما ملحوظا خصوصا في الفترة الحديثة بعد اتفاقية الشراكة بينهما في 2018 وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واتفاق هذه الأخيرة مع إسبانيا في آخر لحظة حول بقاء جبل طارق ضمن فضاء شينغين لتجاوز الخلاف القائم بينهما حول هذه الصخرة الاستراتيجية.

   وحسب هذه الصحيفة فإن البلدين المغرب وبريطانيا يهدفان من خلال الحوار الاستراتيجي بينهما،والذي انطلق منذ 5 يوليو 2018،إلى إنشاء قطبين اقتصاديين قويين من خلال الربط القاري بينهما عبر نفق أرضي يربط المغرب بجبل طارق وهو الربط الذي يمكن أن يكون صلة وصل بين إفريقيا وأوروبا ليس من الناحية الاقتصادية فقط بل أيضا من ناحية البنية التحتية المادية.وهو نفسه المشروع المماثل الذي تأخر إنجازه بين الجارة الإيبيرية الشمالية ونظيرتها المغربية منذ أزيد من أربعين سنة على الرغم من تعيين لجنة مشتركة للتحقيق في جدوى اتحاد القارتين في عام 1979 لكنه ظل حبيس الأدراج . وتشير الصحيفة إلى أن الربط بين البلدين المغرب وبريطانيا قد يكون جسرًا معلقًا على دعامات ثابتة،أو جسرًا معلقًا على دعامات عائمة،أو نفقًا مغمورًا يرتكز على قاع البحر،أو نفقًا عائمًا مغمورًا أو نفقًا محفورًا اعتمادًا على التقنيات الحديثة لكن الطرفين في الوقت الحالي لايؤكدان رسميا خطة واقعية إلا أن الحلم والنية لإقامة هذا النفق أو الجسر كان جزءا من المفاوضات بينهما منذ توقيع الاتفاقيات بين البلدين في 26 أكتوبر 2019 ؛ وهو الأمر الذي تخشاه الجارة الإسبانية حسب هذه الصحيفة لأنه قرار سيعمق تقوية التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية بالإضافة إلى المكافحة الثنائية للتهريب وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر من خلال التعاون المشترك ناهيك عن تقاسم وتشارك المملكة المتحدة الرؤية الإفريقية مع المغرب للاستفادة من سوق القارة في مختلف المجالات ومن تم إلحاق الضرر بإسبانيا حسبما تقول الصحيفة.كما أن المغرب أيضا ـ تضيف هذه الصحيفة ـ قد يستفيد من تجربة جبل طارق في قطاعي التمويل والخدمات باستقدام الشركات المعنية وتمتيعها بالإعفاءات الضريبية وتسهيل مأموريتها جنبا إلى جنب مع جلب الجالية اليهودية المقيمة هناك والتي تمثل 2 % من السكان  بمنحهم مزايا ضريبية لإقامة أعمالهم التجارية في شمال البلاد.

   هكذا إذن يشتغل اليمين الفرانكاوي الإسباني على تخويف الإسبانيين من المغرب وتصويره بالغول الذي يهدد مصالحهم.وعوضا أن يعمل على تنمية المملكتين الجارتين الشمالية والجنوبية بالمقترحات والمشاريع البناءتين نجده يتوجس خيفة من تطلعات جيرانه حتى وإن كانت هذه التطلعات والطموحات مشروعة وحق للشعب المغربي في تنمية مملكته.

مقالات ذات صلة :

المناورات العسكرية المغربية الأمريكية تقلق اليمين الإسباني

الحكومة الإسبانية تتوصل إلى اتفاق”تاريخي”في آخر لحظة مع نظيرتها البريطانية بخصوص جبل طارق

Exit mobile version