سياسةملفات

المناورات العسكرية المغربية الأمريكية تقلق اليمين الإسباني

"مصافحة البرق" تثير اليمين الإسباني

خلفت المناورات العسكرية المغربية الأمريكية أو ما يعرف ب“مصافحة البرق” في الأيام القليلة الماضية ردود فعل قوية وسط اليمين الإسباني.وخصصت الجرائد القريبة منه مقالات وتقارير تطرقت إلى هذا التقارب الأخير بين واشنطن والرباط وما أسفر عنه من نتائج تمثلت أولى ثماره في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالصحراء المغربية والشراكة الأمنية القوية بين البلدين .

   في هذا السياق تأتي مقالات جريدة “الإسبانيول “الأخيرة وفي هذا الإطار تستحضر كتابات الصحفية الإسبانية سونيا مورينو التي عنونت مقالها الأخير بهذه الجريدة اليمينية تحت عنوان :” المغرب يكمل ترسانته العسكرية: وسيشتري غواصة من الجيل الخامس من طراز Scorpene ” المنشورة يوم 16  مارس بالجريدة المذكورة أعلاه .

الرباط تعزز ترسانتها واليمين الإسباني يتوجس من المناورات العسكرية المغربية الأمريكية:

   تذهب هذه الصحيفة إلى القول أن المغرب عزز ترسانته العسكرية بشراء معدات عسكرية من عدة دول مختلفة مستفيدا في هذا الصدد من اتفاقياته الدفاعية الموقعة مع القوى العظمى وبين أهدافه الحصول على غواصته الأولى لذلك وضع نصب عينيه نموذج غواصة Scorpène  الفرنسية.

  وأضافت الصحيفة أنه بالإضافة إلى ذلك فإن المغرب وقع في 2 أكتوبر الماضي اتفاقية عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية حصل بموجبها على ترسانة كبيرة من الأسلحة ناهيك عن احتمال المملكة المتحدة ( بريطانيا ) تزويد البحرية الملكية المغربية بغواصة أخرى باعتبارالمغرب حليفا تجارياعظيما لها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

   وترى الجريدة أن البحرية الملكية المغربية تواجه تحديات كبرى تتمثل أساسا في حماية الساحل والمنطقة الاقتصادية الخالصة المعروفة باسم (EEZ) من التهريب الدولي للمخدرات والهجومات الإرهابية المحتملة بتنسيق مع الجارتين إسبانيا والمملكة المتحدة.

  ومن المعلوم أن هذه المنطقة تبلغ مساحتها 85000 ميلا بحريا مربعا وما يقرب من 4000 كيلومتر من الخط الساحلي.لذلك تطرح مسألة شراء الغواصة بـإلحاح كبير.

  وتخلص هذه الصحيفة في الأخير إلى القول أن الهدف الرئيسي للقوات المسلحة الملكية المغربية هو الحصول على أربع غواصات مخصصة لقواعد مختلفة. ويمكن أن تصل غواصة  Scorpene في عام 2022.وبعد ذلك ستشرع فرنسا في بناء سفينة ثانية بينما الثالثة ستأتي مع الاتفاقية العسكرية مع المملكة المتحدة.

غواصة سكوربين :الخصائص والوظائف

  ترى الجريدة أنه إذا كان المغرب يفكر حاليا في تعزيز ترسانته العسكرية البحرية لحماية حدوده البحرية والمساهمة في نشر الأمن والسلم في مضيق جبل طارق المهدد بالهجمات الإرهابية المحتملة والاتجار الدولي للمخدرات فإن النخبة الحاكمة في الجزائر قد اشترت سفينتين روسيتين متعددتي الأغراض يعملان بالديزل والكهرباء من نوع Kilo 636M ،تضافان إلى أربع غواصات أخرى عاملة.وهو اعتراف ضمني بالخطورة التي تواجهها المملكة المغربية من جارتها الجزائر.

  ولمواجهة هذه الخطورة والتحديات ولمواصلة تحسين قدراته الدفاعية والهجومية،حسب هذه الصحيفة، اقترح المغرب اقتناء غواصة فرنسية من نوع سكوربين المصنعة من قبل الشركة الفرنسية Naval Group . وهو اقتراح يصعب تأكيده نظرا لصعوية الحصول على المعلومة من هذه الشركة الفرنسية كما تذهب هذه الصحيفة.

   وترى الصحيفة أن هذه الغواصة تعتبر واحدة من ضمن أولى عشر غواصات تقليدية تستخدم في العديد من الجيوش حول العالم.وتمتلك دول الهند والبرازيل والشيلي وماليزيا مثل هذه الغواصة التي تعمل بالطاقة التقليدية بين 61 و 75 مترًا ، مع إزاحة تصل إلى 2000 طنا،وسعة غطس تصل إلى 350 مترًا ومدى أقصى يبلغ 12000 ميلا كانت إسبانيا على وشك الحصول عليها.

   وقد تم تصميمها وتطويرها بواسطة شركة  Naval Groupوهي تستخدم في جميع أنواع المهام،مثل حرب السفن السطحية أو الحرب المضادة للغواصات أو الهجمات الطويلة المدى أو العمليات الخاصة أو جمع المعلومات الاستخبارية.ويمكن أن تحمل 6 طوربيدات وصواريخ مضادة للسفن مثل SM-39 Exocet أو الألغام. ومع ذلك ، فإن أبرز ميزاتها هي أنها سريعة التخفي وسريعة للغاية.

   بالإضافة إلى ذلك،فإن نقطة قوتها تتمثل في أنها تحتوي على نظام دفع الهوائي المستقل (AIP) والذي يسمح له بالبقاء في الأعماق لمدة 21 يومًا دون أن يرتفع إلى السطح وبالتالي يصعب اكتشافه.

  هذا النوع من التكنولوجيا غير متوفر في أي أسطول غواصات في شمال إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك ، استخدمت إسرائيل حق النقض ضد ألمانيا لعدم بيع تكنولوجيا AIP في الغواصات المصرية من طراز U-209.

  أما بالنسبة لسعر سكوربين ، فقد بلغ إجمالي الصفقة مع دولة الهند 2.1 مليار دولار،منها 150 مليون دولار للصواريخ،ما يترك نحو 160 مليون دولار لكل غواصة.

التجسس الروسي من المناورات العسكرية المغربية الأمريكية:

تطرقت الصحيفة أيضا إلى التقارير الصحفية التي كشفت عن وجرد غواصة روسية كانت تمر بالقرب من هذه المناورة العسكرية المغربية الأمريكية أثناء اشتغالها. وأوضحت أن هذه الغواصة التي يطلق عليها الثقب الأسود ظلت واقفة تراقب الوضع وترصد التحركات والاتصالات اللاسلكية السرية دون أن تختبئ مما اعتبر عملها استفزازا لهذه المناورة.

وترى الجريدة أن البحرية الروسية كثفت من وتيرة جولان سفنها وغواصاتها من بحر الشمال في اتجاه البحر الأسود مرورا بجبل طارق وهي تطفو فوق البحر في تحد واضح لحلف الناتو الغربي . 

 وحسب هذه الصحيفة فإن هذه الغواصة من نوع  RFS Rostov-na-Donu وهي غواصة خفية وصامتة للغاية كما أنها معززة بصواريخ كروز وطوربيدات أبحرت على السطح مصحوبة ببرجي إنقاذ. وقيل إنها أمضت وقتًا أطول مما كان متوقعًا في مضيق جبل طارق.

  وتستنتج هذه الصحيفة في الأخير أن هذه الحادثة لاتعدومن قبيل الصدفة،لأن الهدف من مناورة الجيشين المغربي والأمريكي كان بالتحديد ملاحقة غواصات العدو في البحر الأبيض المتوسط. وتعتبرالصحيفة أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها من هذا النوع من البحرية الروسية،لأنه في ينايرالماضي،كانت غواصة من العيار نفسه قد نفذت مناورات على بعد خمسة كيلومترات من الساحل الفرنسي عندما كانت في طريقها إلى قاعدة طرطوس البحرية السورية.

العسكرية المغربية الأمريكية تقلق اليمين الإسباني
المناورات العسكرية المغربية الأمريكية تقلق اليمين الإسباني

  هكذا إذن يقدم اليمين الإسباني صورة المغرب باعتباره بلدا مارقا يسعى إلى تعزيز ترسانته العسكرية ويقوي علاقاته الدفاعية بالشراكة مع حلفائه الجدد سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو المملكة المتحدة وهي صورة جاهزة ترسخ ثقافة “المورو ” بوصفه كائنا غير موثوق به ومصدر قلق لجيرانه .

  لكن ما سكتت عنه الصحيفة وأخفته هو أن المغرب كان يقوم بهذه المناورة في مياهه الإقليمية قرب جبل التروبيك الغني بالثروات المعدنية ضمن استراتيجية دولية قانونية لحماية حدوده علما أن الجارتين إسبانيا والجزائر أكثر تسليحا منه في هذا المجال خصوصا في اقتناء الغواصات حيث الأولى رائدة في التصنيع في هذا المجال بينما الثانية لديها ست غواصات.

  فهل آن الأوان ليعيد اليمين الإسباني حساباته مع جاره الجنوبي ويوثق علاقاته الاقتصادية والثقافية والسياسية في أطار مقاربة رابح رابح خصوصا وأن الشعبين الجارين تجمع بينهما علاقات تاريخية وثقافية مشتركة أم سيظل ثابتا في مقاربته الفرنكاوية الاستعمارية الغارقة في إذلال صورة الآخروالحط من قيمته طمعا في استغلال خيراته؟

مقالات ذات صلة :

اليمين الإسباني يتخوف من تطور العلاقات المغربية ـ البريطانية

الحكومة الإسبانية تتوصل إلى اتفاق”تاريخي”في آخر لحظة مع نظيرتها البريطانية بخصوص جبل طارق

مصطفى الرواص

الإشراف اللوجيستيكي والفني والمالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى