البرلمان الكاطالوني يرفض تنصيب رئيس الحكومة الكاطالونية

هل ستشهد كاطالونيا انتخابات جديدة بعد رفض البرلمان تنصيب رئيس الحكومة الكاطالونية ؟

إذا كان الاشتراكيون قد تمكنوا من الحصول على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الكاطالونية التي جرت أطوارها في 14 فبرايرالماضي بما مجموعه 33 مقعدا من أصل 135 بعد الحصول على 23٪ من الأصوات الصحيحة المعبرعنها بقيادة “سالفادورإيا” وزير الصحة السابق في حكومة بيدرو سانشيز زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الحالي ؛نقول إذا كان الأمركذلك فإن هذه النتيجة لم تمنح الاشتراكيين الفرصة لترأس الحكومة الكاطالونية بسبب صعوبة الحصول على أغلبية بديلة لمؤيدي كتلة أحزاب حركة الاستقلال أو الأحزاب الانفصالية التي احتلت المركز الأول بما مجموعه 73 من المقاعد البرلمانية.وبذلك تزعم “بيري أراغونيس” عن “اليسار الجمهوري الكاطالوني” المفاوضات مع الكتل البرلمانية قصد تنصيب رئيس الحكومة الكاطالونية بسبب حصول حزبه على  21.3 % من الأصوات و33 مقعدا متفوقاعلى المنافسين في الأصوات ومقعد واحد مثل الحزب الاشتراكي الكاطالوني.

نتائج انتخابات كاطالونيا

البرلمان الكاطالوني يختار رئيسة البرلمان ويرفض تنصيب رئيس الحكومة الكاطالونية:

    بعد نجاح التفاوض والتصويت على رئيسة البرلمان الكاطالوني الجديد “لورا بوراس“المنتمية لكتلة أحزاب حركة الاستقلال أوالأحزاب الانفصالية المشكلة من أحزاب “اليسار الجمهوري الكاطالوني” و”معا من أجل كاطالونيا “إضافة إلى حزب ” CUP”؛ شرع “بيري أراغونبس” في حشد الدعم له لتولي قيادة الحكومة الكاطالونية بعد الموافقة المسبقة لحزب رئيسة البرلمان ” CUP”.ولذلك عقد البرلمان الكاطالوني جلستين للتصويت على “بيري أراغونيس” بعد فشل الجلسة الأولى التي عقدت يوم الجمعة 26 مارس الماضي بينما الثانية التأمت يوم الثلاثاء الماضية بعد مرور ثلاثة أيام من الجلسة الأولى.

  خلال هاتين الجلستين كان على مترشح الرئاسة “بيري أراغونيس” الحصول على أغلبية مطلقة في التصويت الأول بينما تكفي الأغلبية البسيطة في التصويت الثاني؛لكنه حصل فقط على 42 صوتا في الجلستين معا أي أصوات حزبه وحزب CUP  ( 33 + 9) في الوقت الذي امتنع فيه حليفه حزب “معا من أجل كاطالونيا “(32 مقعدا)عن التصويت والباقي صوت ضده بما مجموعه 61 أي أنه كان يحتاج فقط إلى 68 صوتا من أصل 135 نائباً في الجلسة الأولى. وبذلك ألغى البرلمان الكاطالوني مرة أخرى تنصيب “بيري أراغونيس” رئيسا لهذه الحكومة الجهوية.

    وحسب القوانين الجاري بها العمل،فسيكون أمام كتلة أحزاب حركة الاستقلال أو الأحزاب الانفصالية وخاصة حزبي  ERC و JxCat شهرين للتوصل إلى اتفاق،قبل الموعد النهائي لاستكمال تنصيب رئيس الحكومة الكاطالونية في 26 مايو المقبل.وإذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق قبل هذا التاريخ فستتم الدعوة إلى انتخابات جديدة تلقائيًا تجرى في اليوم نفسه من شهر يوليو القادم.

الانتخابات التشريعية الكاطالونية تتجاوز اليوم شبح الانفصال وتلم شمل الكاطالونيين؟

  مفاوضات كتلة أحزاب حركة الاستقلال تفشل في تنصيب رئيس الحكومة الكاطالونية :

  على الرغم من اتفاق كتلة أحزاب حركة الاستقلال فيما بينها على تنصيب “لورا بوراس” رئيسة للبرلمان كخطوة أولى في انتظار تنصيب الحكومة الكاطالونية رسميا إلا أنها لم تتوصل بعد إلى اتفاق فيما بينها على تنصيب رئيس الحكومة الكاطالونية الجديد لأسباب متعددة من أهمها :

 ـ مناورة إضعاف الرئيس المستقبلي لكاطالونيا إلى أقصى الحدود من طرف حزب “معا من أجل كاطالونيا” (JxCat) الذي يتزعمه Puigdemont من المنفى ببلجيكا،من خلال توسط زعماء سياسيين كاطالونيين أمثال Artadi أو Borràs ، لإضعاف الحكومة الكاطالونية في انتظار الانتخابات المقبلة حسب جريدة البيرييديكو؛

ـ عدم التوصل إلى اتفاق نهائي فيما يخص التفاهم حول خارطة طريق الإعلان عن الاستقلال وبرنامج الحكومة وتوزيع المناصب الحكومية ؛

ـ الخلاف في الدور الذي يجب أن يلعبه الزعيم Puigdemont في هذه الحكومة على الرغم من أن اليسار الجمهوري الكاطالوني يدافع عن بناء “قيادة مشتركة” لأحزاب حركة الاستقلال داعيا في هذا الصدد إلى إعادة بناء الثقة بين هذه المكونات .

 هذه الإكراهات لم تمنع قيادة هذه الأحزاب من اقتراح بدائل للاشتغال عليها مركزيا في الكورطيس الإسباني ومن أهمها :

 ـ التنسيق الكلي فيما يتعلق بالقضايا الوطنية خاصة التصويت على الميزانيات والقوانين الصادرة مركزيا إلا أن هذا التنسيق في مثل هذه القضايا ستعترضه صعوبات من أهمها اختلاف برنامج هذه الأحزاب بخصوص هذه المحاور : فإذا كان حزب “اليسار الجمهوري الكاطالوني” قد صوت لصالح ميزانية الحكومة المركزية في السابق فإن حزب “معا من أجل كاطالونيا” صوت ضدها مع أحزاب اليمين واليمين المتطرف،وهذا يعني أنهما نموذجان مختلفان في التصورات والرؤى لأن الحزب الأول يساري بينما الثاني محافظ لذلك فإن توحيد الرؤى في مثل هذه القضايا يعتبر خدعة للمواطنين الذين صوتوا على برنامجهم ؛

ـ تحسين الدخل الأساسي الشامل للمواطنين للتغلب على الفقر المدقع التي تعاني منه بعض الفئات الاجتماعية الهشة في كاطالونيا ووضع حد له والقدرة على ضمان مستوى عيش كريم لكثير من الناس مما يتيح للحكومة الكاطالونية تحقيق قفزة نوعية في حياة كثير من المواطنين؛

ـ توزيع مناصب الحكومة الكاطالونية بشكل يضمن الانسجام والتفاهم بين الحزبين بحيث تشتغل الحكومة بانسجام بغض النظر عن من يرأسها وبتطبيق وجهة نظر مقطعية بحيث تعمل مكونات الحكومة معا ؛

ـ برنامج الحكومة الكاطالونية يجب أن يميل نحو اليسار لأن الأغلبية المسيرة من هذه الكتلة يسارية ومن تم فإن هذا التوجه يجب أن ينعكس أيضًا في سياسة الحكومة الجديدة.

ـ لضمان احترام الحكومة الكاطالونية المقبلة هذا الاتفاق بين مكونات أطرافها سيتم اقتراح آليات تنسيق بينما مراقبة الاتفاقية ستشمل الحكومة بأكملها وليس فقط اتفاق الطرفين المعنيين حزبي “اليسار المجمهوري الكاطالوني” و”معا من أجل كاطالونيا”.

      “سالفادور إيا ” يطالب بمنحه الفرصة للترشح للرئاسة :

    يفترض الاشتراكيون أن لمرشحهم”سالفادورإيا“خيارات قليلة يمكن استثمارها ليصبح رئيسا للحكومة:ذلك أن كتلة الاستقلال لديها أغلبية في البرلمان ولا ينوي أي من الأحزاب الثلاثة التي تتكون منها التعاون في انتخاب الاشتراكي”إيا“.ومع ذلك يعتقد  الحزب الاشتراكي الكاطالانيPSC  أن على رئيسة البرلمان الكاطالوني”لورا بوراس“أن تتركه على الأقل ليقدم ترشيحه باعتباره الفائز في الانتخابات,وأوضح “إيا” في هذا الصدد قائلا:”لا أعتقد أنه ليس لدي إمكانية لمخاطبة البرلمان لمحاولة الحصول على دعم غالبية النواب “.

   يجادل الاشتراكيون بأن ” لورا بوراس “يجب أن تفتح جولة جديدة من المشاورات وأنها لا يمكن أن تعترض على مرشحهم “سالفادور إيا” بعد ما رفض البرلمان للمرة الثانية تنصيب رئيس الحكومة الكاطالونية “بيري أراغونيس”المرشح من قبل اليسار الجمهوري الكاطالوني .

انظر أيضا :

الانتخابات الكاطالونية:الاشتراكيون يتصدرون واليسار الجمهوري هو المفتاح لتشكيل الحكومة

هل الانتخابات التشريعية الكاطالونية تتجاوز اليوم شبح الانفصال وتلم شمل الكاطالونيين؟

Exit mobile version